لست من أنصار اختبارات القدرات العامة لطلاب الثانوية والمنفَّذة لقياس مستوى المعارف التي تحصلوا عليها خلال مراحل تعليمهم في ظل الضعف الواضح لعناصر المنظومة التعليمية (المنهج، المعلم، الطالب) والبيئة التعليمية وما يشوبهما من قصور محفز تعجز معه عن تحقيق الطموحات ومواكبة المتغيرات الحضارية، وإلا لما ظهرت الحاجة لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم ببرامج تطويرية على مستويات مختلفة..
كما أنني لست ضد هذه الاختبارات التي سبق لي الاطلاع على بعض التجارب الدولية منها، لكنَّ المنطق يقول إنَّه لا وجه للمقارنة بين مستوى التعليم لدينا بمحاوره ومخرجاته بما هو موجود لدى الدول الغربية المقتبس عنها اختبارات القياس؛ لأنَّ تعليمَهم يزوِّد الطالب بالمعارف والمهارات، وبالتالي يتم قياس القدرات المكتسبة، بينما تعليمُنا لازال تقليديَّ المسار، ونظريَّ الطرح، وتلقينيَّ الوسائل.. ومع ذلك هناك إصرار على قياس «قدرات» لم يزوَّد الطلاب بها من الأساس!